جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَـٰٓؤُاْ ٱلۡمُبِينُ} (106)

وقوله : إنّ هَذَا لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ : يقول تعالى ذكره : إن أمرنا إياك يا إبراهيم بذبح ابنك إسحاق ، لهو البلاء ، يقول : لهو الاختبار الذي يبين لمن فكّر فيه أنه بلاء شديد ومحْنة عظيمة . وكان ابن زيد يقول : البلاء في هذا الموضع الشرّ وليس باختبار .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : إنّ هَذَا لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ قال : هذا في البلاء الذي نزل به في أن يذبح ابنه . صدّقت الرؤيا : ابتليتَ ببلاء عظيم أمرت أن تذبح ابنك ، قال : وهذا من البلاء المكروه وهو الشرّ وليس من بلاء الاختبار .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَـٰٓؤُاْ ٱلۡمُبِينُ} (106)

وقوله تعالى { إن هذا لهو } يشير إلى ما في القصة من امتحان واختبار وسير معتقد ، فيكون { البلاء } على هذا المعنى الاختبار بالشدة ، ويحتمل أن يشير إلى ما في القصة من سرور بالفدية وإنقاذ من تلك الشدة في إنفاذ الذبح ، فيكون { البلاء } بمعنى النعمة .

قال القاضي أبو محمد : وإلى كل احتمال قد أشارت فرقة من المفسرين ، وفي الحديث أن الله تعالى أوحى إلى إسحاق أني قد أعطيتك فيها ما سألت فسلني فقال يا رب أيما عبد لقيك من الأولين والآخرين لا يشرك بك شيئاً فأدخله الجنة{[9884]} .


[9884]:أخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر، عن عطاء بن يسار رضي الله عنه حديثا طويلا-لم يرفعه عطاء- وفي آخره أن إبراهيم عليه السلام قال: يا بني، إن الله قد أعطاك بصبرك اليوم، فسل ما شئت تعطى، قال: فإني أسأل الله ألا يلقاه له عبد مؤمن يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له غلا غفر له وأدخله الجنة.(الدر المنثور). وأخرج ابن جرير مثله، ولكن اللفظ في آخره يقول:وأوحى الله إلى إسحق: إني قد أعطيتك...الخ ما ذكره المؤلف هنا.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَـٰٓؤُاْ ٱلۡمُبِينُ} (106)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"إنّ هَذَا لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ": يقول تعالى ذكره: إن أمرنا إياك يا إبراهيم بذبح ابنك إسحاق، "لهو البلاء"، يقول: لهو الاختبار الذي يبين لمن فكّر فيه أنه بلاء شديد ومحْنة عظيمة...

الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :

الاختبار المظهر فيما يوجب النعمة أو النقمة، ولذلك قيل للنعم: بلاء وللمحنة بلاء؛ لأنها سُمّيت باسم سببها المؤدّى به إليها، كما قيل لأسباب الموت: هذا الموت بعينه.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{البلاء المبين} الاختبار البين الذي يتميز فيه المخلصون من غيرهم. أو المحنة البينة الصعوبة التي لا محنة أصعب منها.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان جزاءه عظيماً جداً، دل على عظمه بأن علل إكرامه به بقوله معجباً ومعظماً مؤكداً تنبيهاً على أنه خارق للعادة: {إن هذا} أي الأمر والطاعة فيه {لهو البلاؤا} أي الاختبار الذي يحيل ما خولط به كائناً ما كان {المبين} أي الظاهر في بابه جداً المظهر لرائيه انه بلاء.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

لتعرف أن ربها لا يريد أن يعذبها بالابتلاء، ولا أن يؤذيها بالبلاء، إنما يريد أن تأتيه طائعة ملبية وافية مؤدية. مستسلمة لا تقدم بين يديه، ولا تتألى عليه.