جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري  
{إِنَّا مُرۡسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ فِتۡنَةٗ لَّهُمۡ فَٱرۡتَقِبۡهُمۡ وَٱصۡطَبِرۡ} (27)

القول في تأويل قوله تعالى : { إِنّا مُرْسِلُو النّاقَةِ فِتْنَةً لّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ * وَنَبّئْهُمْ أَنّ الْمَآءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلّ شِرْبٍ مّحْتَضَرٌ } .

يقول تعالى ذكره : إنا باعثوا الناقة التي سألتها ثمودُ صالحا من الهضبة التي سألوه بَعثتها منها آية لهم ، وحجة لصالح على حقيقة نبوّته وصدق قوله .

وقوله : فِتْنَةً لَهُمْ يقول : ابتلاءً لهم واختبارا ، هل يؤمنون بالله ويتبعون صالحا ويصدّقونه بما دعاهم إليه من توحيد الله إذا أرسل الناقة ، أم يكذّبونه ويكفرون بالله ؟

وقوله : فارْتَقِبْهُم يقول تعالى ذكره لصالح : إنا مُرسلو الناقة فتنة لهم ، فانتظرهم ، وتبصّر ما هم صانعوه بها وَاصْطَبِرْ وأصل الطاء تاء ، فجعلت طاء ، وإنما هو افتعل من الصبر .