التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَعَلَيۡهَا وَعَلَى ٱلۡفُلۡكِ تُحۡمَلُونَ} (22)

{ وَعَلَيْهَا } أى : وعلى هذه الأنعام ، والمراد بها هنا : الإبل خاصة { وَعَلَى الفلك } أى : السفن التى تجرى فى البحر { تُحْمَلُونَ } بقدرتنا ومنتنا ، حيث تحمل هذه الإبل وتلك السفن أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس . . .

وقريب من هاتين الآيتين فى المعنى قوله - تعالى- : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } وقوله - سبحانه - : { والذي خَلَقَ الأزواج كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ الفلك والأنعام مَا تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُواْ على ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا استويتم عَلَيْهِ وَتَقُولُواْ سُبْحَانَ الذي سَخَّرَ لَنَا هذا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّآ إلى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ } وبذلك نرى الآيات الكريمة قد ذكرت لنا أنواعاً من نعم الله - تعالى - على عباده ، هذه النعم التى تدل على كمال قدرته ، وعظيم رحمته .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَعَلَيۡهَا وَعَلَى ٱلۡفُلۡكِ تُحۡمَلُونَ} (22)

كذلك القول في معنى { وعليها تحملون } فإن في ذلك عبرة بإعداد الله تعالى إياها لذلك وفي ذلك منة ظاهرة ، والحمل صادق بالركوب وبحمل الأثقال .

وقرأ نافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم بفتح النون ، وقرأه الباقون عدا أبا جعْفر بضم النون يقال : سقاه وأسقاه بمعنى ، وقرأه أبو جعفر بتاء التأنيث مفتوحة على أن الضمير للأنعام .

وعَطف { وعلى الفلك } إدماج وتهيئة للتخلص إلى قصة نوح .