التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي خَوۡضٖ يَلۡعَبُونَ} (12)

{ الذين هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ } أى : إذا كان الأمر كما ذكرنا لك - أيها العاقل - فهلاك وحسرة فى هذا اليوم للمكذبين بالحق ، الذين هم عاشوا حياتهم الدنيا يلهون ويلعبون دون أن يذكروا حسابا ولا ثوابا ولا عقابا .

وأصل الخوض : المشى فى الماء ، ثم غلب استعماله فى الاندفاع فى كل باطل .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي خَوۡضٖ يَلۡعَبُونَ} (12)

الخوض : الاندفاع في الكلام الباطل والكذب . والمراد خوضهم في تكذيبهم بالقرآن مثل ما حكى الله عنهم : { وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون } [ فصلت : 26 ] وهو المراد بقوله تعالى : { وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره } [ الأنعام : 68 ] .

و { في } للظرفية المجازية وهي الملابسة الشديدة كملابسة الظرف للمظروف ، أي الذين تمكن منهم الخوض حتى كأنه أحاط بهم .

و { يلعبون } حاليّة . واللعب : الاستهزاء ، قال تعالى : { ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أباللَّه وآياته ورسوله كنتم تستهزئون } [ التوبة : 65 ] .