السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي خَوۡضٖ يَلۡعَبُونَ} (12)

{ الذين هم } من بين الناس بظواهرهم وبواطنهم { في خوض } أي : أقوالهم وأفعالهم أفعال الخائض في الماء فهو لا يدري أين يضع رجله { يلعبون } فاجتمع عليهم أمران موجبان للباطل الخوض واللعب فهم بحيث لا يكاد يقع لهم قول ولا فعل في موضعه فلا يؤسس على بيان أو حجة .

فإن قيل : أهل الكبائر لا يكذبون فمقتضى ذلك أنهم لا يعذبون . أجيب بأنّ ذلك العذاب لا يقع على أهل الكبائر لقوله تعالى { كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير 8 قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا } [ الملك : 8 9 ] فالمؤمن لا يلقى فيها إلقاء هوان وإنما يدخل فيها للتطهير إدخالاً مع نوع إكرام فالويل إنما هو للمكذبين .