فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي خَوۡضٖ يَلۡعَبُونَ} (12)

{ الذين هم في خوض يلعبون } أي : في تردد في الباطل واندفاع فيه يلهون ، لا يذكرون حسابا ، ولا يخافون عقابا ، والمعنى أنهم يخوضون في أمر محمد صلى الله عليه وسلم بالتكذيب والاستهزاء ، وقيل يخوضون في أسباب الدنيا ، ويعرضون عن الآخرة ، والخوض من المعاني الغالبة ، فإنه يصلح للخوض في كل شيء إلا أنه غلب في الخوض في الباطل ، كالإحضار فإنه عام في كل شيء ، ثم غلب استعماله في الإحضار للعذاب ، قال تعالى : { لكنت من المحضرين } ، ونظيره في الأسماء الغالبة ، دابة فإنها غلبت في ذوات الأربع ، والقوم غلب في الرجال أفاده الكرخي ، أخذا عن حواشي الكشاف .