التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَـٰٓؤُاْ ٱلۡمُبِينُ} (106)

واسم الإِشارة فى قوله : { إِنَّ هذا لَهُوَ البلاء المبين } يعود إلى ما ابتلى الله - تعالى - نبيه إبراهيم وإسماعيل .

أى : إن هذا الذى ابتلينا به هذين النبيين الكريمين ، لهو البلاء الواضح ، والاختبار الظاهر ، الذى به يتميز قوى الإِيمان من ضعيفه ، والذى لا يحتمله إلا أصحاب العزائم العالية ، والقلوب السليمة ، والنفوس المخلصة لله رب العالمين .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَـٰٓؤُاْ ٱلۡمُبِينُ} (106)

{ إن هذا لهو البلاء المبين } الابتلاء البين الذي يتميز فيه المخلص من غيره ، أو المحنة البينة الصعوبة فإنه لا أصعب منها .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَـٰٓؤُاْ ٱلۡمُبِينُ} (106)

وقد أكد ذلك بمضمون جملة إن هذا لهو البلاء المبين } أي هذا التكليف الذي كلّفناك هو الاختبار البيّن ، أي الظاهر دلالة على مرتبة عظيمة من امتثال أمر الله .

واستعمل لفظ البلاء مجازاً في لازمه وهو الشهادة بمرتبةِ مَن لو اختُبر بمثل ذلك التكليف لعُلمت مرتبته في الطاعة والصبر وقوة اليقين .

وجملة { إن هذا لهو البلاء المبين } في محل العلة لجملة { إنَّا كذلك نجزي المحسنين } على نحو ما تقدم في موقع جملة { إنه من عبادنا المؤمنين } [ الصافات : 81 ] في قصة نوح .

وجواب { فلمَّا أسلما } محذوف دل عليه قوله : { وناديناهُ } ، وإنما جيء به في صورة العطف إيثاراً لما في ذلك من معنى القصة على أن يكون جواباً لأن الدلالة على الجواب تحصل بعطف بعض القصة دون العكس ، وحذفُ الجواب في مثل هذا كثير في القرآن وهو من أساليبه ومثله قوله تعالى : { فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون ، وجاءوا أباهم عشاء يبكون } [ يوسف : 15 - 16 ] .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَـٰٓؤُاْ ٱلۡمُبِينُ} (106)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"إنّ هَذَا لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ": يقول تعالى ذكره: إن أمرنا إياك يا إبراهيم بذبح ابنك إسحاق، "لهو البلاء"، يقول: لهو الاختبار الذي يبين لمن فكّر فيه أنه بلاء شديد ومحْنة عظيمة...

الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :

الاختبار المظهر فيما يوجب النعمة أو النقمة، ولذلك قيل للنعم: بلاء وللمحنة بلاء؛ لأنها سُمّيت باسم سببها المؤدّى به إليها، كما قيل لأسباب الموت: هذا الموت بعينه.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{البلاء المبين} الاختبار البين الذي يتميز فيه المخلصون من غيرهم. أو المحنة البينة الصعوبة التي لا محنة أصعب منها.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان جزاءه عظيماً جداً، دل على عظمه بأن علل إكرامه به بقوله معجباً ومعظماً مؤكداً تنبيهاً على أنه خارق للعادة: {إن هذا} أي الأمر والطاعة فيه {لهو البلاؤا} أي الاختبار الذي يحيل ما خولط به كائناً ما كان {المبين} أي الظاهر في بابه جداً المظهر لرائيه انه بلاء.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

لتعرف أن ربها لا يريد أن يعذبها بالابتلاء، ولا أن يؤذيها بالبلاء، إنما يريد أن تأتيه طائعة ملبية وافية مؤدية. مستسلمة لا تقدم بين يديه، ولا تتألى عليه.