التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَفَرَةُ ٱلۡفَجَرَةُ} (42)

{ أولئك } يعنى أصحاب تلك الوجوه التى يعلوها الغبار والسواد { هُمُ الكفرة الفجرة } أى : الجامعون بين الكفر الذى هو فساد الاعتقاد ، وبين الفجور الذى هو فساد القول والفعل .

نسأل الله - تعالى - أن يجعلنا جميعا من أصحاب الوجه المسفرة ، الضاحكة المستبشرة .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَفَرَةُ ٱلۡفَجَرَةُ} (42)

أولئك هم الكفرة الفجرة الذين جمعوا إلى الكفر الفجور فلذلك يجمع إلى سواد وجوههم الغبرة .

ختام السورة:

قال النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة عبس جاء يوم القيامة ووجهه ضاحك مستبشر .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَفَرَةُ ٱلۡفَجَرَةُ} (42)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

هؤلاء الذين هذه صفتهم يوم القيامة هم الكفرة بالله، كانوا في الدنيا الفجرة في دينهم، لا يبالون ما أتوا به من معاصي الله، وركبوا من محارمه، فجزاهم الله بسوء أعمالهم ما أخبر به عباده...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي الكفرة بأنعم الله تعالى، الفجرة المائلة عن الحقوق،...

أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي 685 هـ :

الذين جمعوا إلى الكفر الفجور فلذلك يجمع إلى سواد وجوههم الغبرة...

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

أي: الكفرة قلوبهم، الفجرة في أعمالهم، كما قال تعالى: {وَلا يَلِدُوا إِلا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: 27]...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{أولئك} أي البعداء البغضاء {هم} أي خاصة لا غيرهم {الكفرة} أي الذين ستروا دلائل إلإيمان {الفجرة} أي الذين خرجوا عن دائرة الشرع خروجاً فاحشاً حتى كانوا عريقين في ذلك الكفر والفجور...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وفي هذه الوجوه وتلك قد ارتسم مصير هؤلاء وهؤلاء. ارتسم ملامح وسمات من خلال الألفاظ والعبارات. وكأنما الوجوه شاخصة، لقوة التعبير القرآني ودقة لمساته. بذلك يتناسق المطلع والختام.. المطلع يقرر حقيقة الميزان. والختام يقرر نتيجة الميزان. وتستقل هذه السورة القصيرة بهذا الحشد من الحقائق الضخام، والمشاهد والمناظر، والإيقاعات والموحيات. وتفي كلها هذا الوفاء الجميل الدقيق...

.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وهذه وجوه أهل الكفر، يعلم ذلك من سياق هذا التنويع، وقد صرح بذلك بقوله: {أولئك هم الكفرة الفجرة} زيادة في تشهير حالهم الفظيع للسامعين. وجيء باسم الإشارة لزيادة الإِيضاح تشهيراً بالحالة التي سببت لهم ذلك. وضمير الفصل هنا لإفادة التقوي. وأتبع وصف {الكفرة} بوصف {الفجرة} مع أن وصف الكُفر أعظم من وصف الفجور لما في معنى الفجور من خساسة العمل فذُكر وصفاهم الدالان على مجموع فساد الاعتقاد وفساد العمل. وذكر وصف {الفجرة} بدون عاطف يفيد أنهم جمعوا بين الكفر والفجور...

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

فهذا هو الجزاء العادل لهم، فهل يفكّر أمثالهم الآن قبل فوات الأوان؟...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

الكفرة»: جمع (كافر)، والوصف يشير إلى فاسدي العقيدة. «الفجرة»: جمع (فاجر)، والوصف يشير إلى فاسدي العمل. ونستخلص من كلّ ما تقدّم، إنّ آثار فساد العقيدة لدى الإنسان وأعماله السيئة ستظهر على وجهه يوم القيامة. وقد اختير الوجه، لأنّه أكثر أجزاء الإنسان تعبيراً عمّاً يخالجه من حالات الغبطة والسرور أو الحزن والكآبة، فبإمكانك وبكلّ وضوح أن تعرف أنّ فلاناً مسروراً أم حزيناً من خلال رؤيتك لما انطبع على وجهه، وحالات: السرور، والحزن، والخوف، والغضب، والخجل وما شابه، لها بصمات خاصّة على ملامح وتقاسيم الوجه. وعلى أيّة حال.. فالوجوه الضاحكة المستبشرة، تحكي عن: الإيمان وطهارة القلب وصلاح الأعمال. وبعكس الوجوه المقابلة والدالة على: ظلام الكفر، قبح الأعمال، وكأنّ وجوههم قد غطاها الغبار، تراها مسودة، وتحيط بها هالة من الدخان.. وترى معاني الغم والألم والأسف قد تجسدت على الوجوه، كما تشير إلى ذلك الآية (41) من وسورة الرحمن: (يعرف المجرمون بسيماهم)... فيكفي لمعرفة حال الإنسان في يوم القيامة من خلال النظر إلى وجهه ....

لقد حملت السورة المباركة بين طياتها برنامجاً تربوياً جامعاً لبناء النفس وتزكيتها: 1 ـ فقد أمرت بكسر حاجز الغرور والتكبر، والتحلي بالتأمل في بدء خلق الإنسان، فهذا الذي ابتدأ وجوده من نطفة قذرة، لا ينبغي عليه أن يتطاول ويرى نفسه أكبر من حجمها الطبيعي.

ـ التمسك بطرق الهداية الرّبانية؛ هداية الوحي، تعاليم الأنبياء وبرامج الأولياء الصالحين، وكذا الهداية الحاصلة عن العقل بدراسة قوانين وأنظمة عالم التكوين، فهو أفضل زاد في مشوار طريق البناء.

ـ وتأمر الإنسان للتفكر في طعامه ـ من أين جاء كيف صار، وما سرّ اختلاف ألوانه وأنواعه ـ، ليصل إلى عظمة الخلاق ومدى لطفه ورحمته على عباده...

وإذا ما أعطت السورة كلّ هذه الأهمية لغذاء البدن، فهي تدفع الإنسان للتحري عن سلامة غذاءه الروحي، لأنّ فعل التعليمات المنحرفة والتوجيهات الفاسدة الباطلة كفعل الغذاء المسموم، فهي تنخر في البناء الروحي وتعرض حياة الإنسان للخطر...