غبرة : غبار وكدورة تغشى وجوه الكافرين .
الفجرة : واحدهم فاجر ، وهو الخارج عن حدود الله ، المنتهك لحرماته .
40 ، 41 ، 42- ووجوه يومئذ عليها غبرة* ترهقها قترة* أولئك هم الكفرة الفجرة .
هؤلاء هم الذين آثروا حظوظهم العاجلة ، وأترفوا بالشهوات ، وآثروا الحياة الدنيا ، واتّسموا بالطغيان والكفران .
يعلوها الغبار والسواد ، والمذلة والهوان من هول ما شاهدوا .
يعلوها سواد وظلمة على الحقيقة ، أو غمّ وحزن على المجاز .
وقيل : لا ترى أقبح من اجتماع الغبار والسواد في الوجه ، بمعنى أن على وجوههم غبارا وكدورة ، فوق غبار وكدورة .
هؤلاء هم الذين كفروا بالله ، وجمعوا بين الكفر والفجور ، وهو ارتكاب المعاصي واقتراف الموبقات ، فاستحقوا أن يتجللوا بالسواد والقتام ، وأن يغشاهم الذل والمهانة ، نظرا لكفرهم وسوء أعمالهم وفجورهم .
اللهم أجرنا من النار ، ومن عذاب النار ، وأدخلنا الجنة مع الأبرار ، بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفار ، اللهم آمين .
تم بفضل تفسير سورة ( عبس ) عشية يوم الجمعة 10 من صفر 1422 ه ، الموافق 4 من مايو 2001 ، والحمد لله رب العالمين وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
رواه الترمذي في تفسير القرآن ( 3331 ) من حديث عائشة بلفظ : أترى بما أقول بأسا ، فيقول : لا ، ففي هذا أنزل . . . الحديث .
iii الماهر بالقرآن مع السفرة :
رواه البخاري في تفسير القرآن ( 4937 ) من حديث عائشة بلفظ : ( مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام . . . ) الحديث .
ورواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين ( 798 ) والترمذي في فضائل القرآن ( 2904 ) وأبو داود في الصلاة ( 1454 ) وأحمد في مسنده ( 25764 ) وابن ماجة في الأدب ( 3779 ) من حديث عائشة بلفظ : ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه . . . ) الحديث .
ذكره السيوطي في الجامع الصغير ( 4696 ) ونسبه للطبراني في الكبير ، والحاكم في المستدرك من حديث عمرو بن عوف . وصححه .
رواه البخاري في المغازي ( 4384 ) ومسلم في كتاب فضائل الصحابة ( 2460 ) والترمذي في المناقب ( 3806 ) من حديث أبي موسى بلفظ : قدمت أنا وأخي من اليمن فكنا حينا وما نرى ابن مسعود . . . الحديث .
رواه الترمذي في تفسير القرآن ( 3332 ) من حديث عبد الله بن عباس بلفظ : ( تحشرون حفاة عراة غرلا ) . فقالت امرأة : أيبصر أو يرى بعضنا . . . الحديث .
ورواه البخاري في الرقاق ( 6527 ) ومسلم في الجنة ( 2859 ) والنسائي في الجنائز ( 2083 ) وابن ماجة في الزهد ( 4286 ) وأحمد في مسنده ( 23744 ) من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تحشرون حفاة عراة غرلا ) . قالت عائشة : فقلت : يا رسول الله ، الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض ؟ فقال : ( الأمر أشد من أن يهمهم ذاك ) .
وروى البخاري في أحاديث الأنبياء ( 3349 ) ومسلم في الجنة ( 2860 ) والترمذي في صفة القيامة ( 2423 ) وفي تفسير القرآن ( 3332 ) والنسائي في الجنائز ( 2081 ) والدارمي في الرقاق ( 2802 ) وأحمد في مسنده ( 1916 ، 2097 ) من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنكم محشورون حفاة عراة غرلا ) ، ثم قرأ : { كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين } وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم وإن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول : أصحابي أصحابي ، فيقول : إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ، فأقول كما قال العبد الصالح : { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني . . . } إلى قوله : { العزيز الحكيم } .
ورواه الدارمي في الرقاق ( 2800 ) من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له : ما المقام المحمود ؟ قال : ( ذاك يوم ينزل الله تعالى على كرسيه يئط كما يئط الرجل الجديد من تضايقه به وهو كسعة ما بين السماء والأرض ، ويجاء بكم حفاة عراة غرلا فيكون أول من يكسى إبراهيم يقول الله تعالى : اكسوا خليلي فيؤتى بريطتين بيضاوين من رياط الجنة ثم أكسى على إثره ثم أقوم عن يمين الله مقاما يغبطني الأولون والآخرون ) .
vii ربي غضب غضبا لم يغضب قبله مثله :
روى البخاري في أحاديث الأنبياء ( 3340 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة فرفعت إليه الذراع –وكانت تعجبه- فنهس منها نهسة وقال : ( أنا سيد القوم يوم القيامة ، هل تدرون بم يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فيبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي وتدنو منهم الشمس ، فيقول بعض الناس : ألا ترون إلى ما أنتم فيه إلى ما بلغكم ، ألا تنظرون إلى من يشفع لكم إلى ربكم فيقول بعض الناس : أبوكم آدم ، فيأتونه فيقولون : يا آدم ، أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك وأسكنك الجنة ألا تشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا ، فيقول : ربي غضب غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله ، ونهاني عن الشجرة فعصيته ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى نوح ، فيأتون نوحا فيقولون : يا نوح ، أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وسماك الله عبدا شكورا أما ترى إلى ما نحن فيه ، ألا ترى إلى ما بلغنا ألا تشفع لنا إلى ربك فيقول : ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله ، نفسي نفسي ، ائتوا النبي صلى الله عليه وسلم فيأتوني فأسجد تحت العرش فيقول : يا محمد ، ارفع رأسك واشفع تشفع وسل تعطه ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.