التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ فَأَنَّىٰ تُسۡحَرُونَ} (89)

{ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } أى : سيقولون ملك كل شىء لله ، والقدرة على كل شىء لله .

{ قُلْ فأنى تُسْحَرُونَ } أى : قل لهم فى الجواب عليهم ، ما دمتم قد اعترفتم بأن كل شىء تحت قدرة الله وسيطرته ، فكيف تخدعون وتصرفون عن الحق وعن الرشد مع علمكم بهما ، إلى ما أنتم عليه من باطل وغى ! ! .

يقال : سحر فلان غيره ، بمعنى خدعه ، أو أتى عمل السحر . والمسحور هو الشخص المخدوع أو من تأثر بما عمل له من سحر .

وبهذه الحجج الدامغة ، أخرس الله - تعالى - ألسنة المنكرين للبعث ، واثبت لهم أنه - سبحانه - لا يعجزه شىء .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ فَأَنَّىٰ تُسۡحَرُونَ} (89)

وقوله : { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } أي : سيعترفون أن السيد العظيم الذي يجير ولا يجار عليه ، هو الله تعالى ، وحده لا شريك له { قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ } أي : فكيف تذهب عقولكم في عبادتكم معه غيره مع اعترافكم وعلمكم بذلك .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ فَأَنَّىٰ تُسۡحَرُونَ} (89)

فوقع التوبيخ بعد في غاية البلاغة بقوله { فأنى تسحرون } ومعنى { أنى } كيف ومن أين ، وفي هذا تقرير سحرهم وهو سؤال عن الهيئة التي سحروا بها ، والسحر هنا مستعار لهم وهو تشبيه لما وقع منهم من التخليط ووضع الأفعال والأقوال غير مواضعها بما يقع من المسحور عبر عنهم بذلك ، وقالت فرقة { تسحرون } معناه تمنعون ، وحكى بعضهم ذلك لغة ، وقرأ ابن محيصن «العظيمُ » برفع الميم { ملكوت } مصدر في بناء مبالغة{[8532]} والإجارة المنع من الإنسان والمعنى أن الله إذا منع أحداً فلا يقدر عليه ، وإذا أراد أحداً فلا مانع له ، وكذلك في سائر قدرته وما نفذ من قضائه لا يعارض ذلك الشيء ولا يحيله عن مجراه .


[8532]:وهو كالجبروت والرهبوت.