فإنهم سيقولون أن ذلك هو الله ، وملك ذلك كله لله ، فقل لهم : { فأنى تسحرون }[ 90 ] .
أي : من أي وجه تصرفون عن{[47602]} التصديق بآيات الله والإقرار برسوله . ومن قرأ الثاني والثالث الله الله{[47603]} ، جعل السؤال والجواب من جهة واحدة ، لأن الله جل ذكره علم بجوابهم وسؤالهم قبل خلقهم ، فأخبر عن جوابهم من جهة السؤال .
ومن قرأ : لله لله ، أتى بالجواب من عند المسؤول ، وهو الأصل .
قال ابن عباس{[47604]} : ( تسحرون ) : تكذبون .
وحقيقة السحر أنه تخييل الشيء إلى الناظر أنه على خلاف ما هو به من{[47605]} هيئته . فكذلك معنى { فأنى تسحرون } أي : من وجه يخيل لكم الكذب حقا ، والفاسد صحيحا . فتصرفون عن الإقرار بالحق الذي{[47606]} يدعوكم إليه محمد صلى الله عليه وسلم وفي هذه الآيات دلالة على جواز محاجة الكفار والمبطلين وإقامة الحجة عليهم ، وإظهار إبطال الباطل{[47607]} من قولهم ومذهبهم ، ووجوب النظر في الحجج على من خالف دين الله وقد أمر الله تعالى نبيه في غير ما موضع بالاحتجاج عليهم وعلمه كيف يحتج عليهم ، وكذلك أخبر عن إبراهيم عليه السلام بما احتج به على قومه ، وأخبرنا الله تعالى أنها حجة أتاها إبراهيم عليه السلام وعلمه إياها ، فاحتج بها على قومه وبينا لهم خطأهم فيما يعبدون ، وكذلك أخبرنا الله في غير موضع باحتجاج الأنبياء على قومهم ، وإقامة حجة الله عليهم ، ومناظرتهم لهم ، وهو كثير في القرآن ، دل على جواز إقامة الحجة على أهل الزيغ والكفر . فأما قوله تعالى : { ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن }{[47608]} فقد ذكرنا معناها في موضعها . وليست في هذا الباب ، ولها معاني قد بيناها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.