التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{أَنۡ أَرۡسِلۡ مَعَنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (17)

والفاء فى قوله : { فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فقولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ العالمين أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بني إِسْرَائِيلَ } لترتيب ما بعدها على ما قبلها من الوعد برعايتهما .

و " أن " فى قوله { أَنْ أَرْسِلْ } مفسرة . لتضمن الإرسال المفهوم من الرسول معنى القول .

أى : اذهبا وأنتما متسلحان بآياتنا الدالة على صدقكما ، فنحن معكم برعايتنا وقدرتنا . فأتيا فرعون بدون خوف أو وجل منه { فقولا } له بكل شجاعة وجراءة { إِنَّا رَسُولُ رَبِّ العالمين } أى : رب جميع العوالم التى من بينها عالم الجن . وعالم الملائكة .

وقد أرسلنا - سبحانه - إليك ، لكى تطلق سراح بنى إسرائيل من ظلمك وبغيك ، وتتركهم يذهبون معنا إلى أرض الله الواسعة لكى يعبدوا الله - تعالى - وحده .

قال الآلوسى : " وإفراد الرسولى فى قوله { إِنَّا رَسُولُ رَبِّ العالمين } لأنه مصدر بحسب الأصل ، وصف به كما يوصف بغيره من المصادر للمبالغة ، كرجل عدل . . . أو لوحدة المرسل أو المرسل به - أى : لأنهما ذهبا برسالة واحدة وفى مهمى واحدة " .

وإلى هنا تكون الآيات الكريمة قد قصت علينا ، ما أمر الله - تعالى - به نبيه موسى - عليه السلام - وما زوده به - سبحانه - من إرشاد وتعليم ، بعد أن التمس منه - سبحانه - العون والتأييد .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{أَنۡ أَرۡسِلۡ مَعَنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (17)

{ أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ } أي : أطلقهم من إسارك وقبضتك وقهرك وتعذيبك ، فإنهم عباد الله المؤمنون ، وحزبه المخلصون ، وهم معك في العذاب المهين . فلما قال له موسى ذلك أعرض فرعون عما هنالك بالكلية ، ونظر بعين الازدراء والغمص فقال : { أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ . [ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ] } {[21698]}


[21698]:- زيادة من ف ، أ.
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَنۡ أَرۡسِلۡ مَعَنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (17)

وقوله { أن أرسل معنا بني إسرائيل } معناه سرح ، فهو من الإرسال الذي هو بمعنى الإطلاق ، وكما تقول أرسلت الحجر من يدي ، وكان موسى مبعوثاً إلى فرعون في أمرين : أحدهما أن يرسل بني إسرائيل ويزيل عنهم ذل العبودية والغلبة ، والثاني أن يؤمن ويهتدي وأمر بمكافحته ومقاومته في الأول ، ولم يؤمر بذلك في الثاني على ما بلغ من أمره ، وبعث بالعبادات والشرع إلى بني إسرائيل فقط ، هذا قول بعض العلماء .