ولكن الرجل المؤمن لم يسكت أمام هذا التدليس والتمويه الذى نطق به فرعون ، بل استرسل فى نصحه لقومه ، وحكى القرآن عنه ذلك فقال : { وَقَالَ الذي آمَنَ ياقوم إني أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِّثْلَ يَوْمِ الأحزاب . . }
أى قال لهم : يا قوم إنى أخاف عليكم إذا تعرضتم لموسى - عليه السلام - بالقتل أو بالتكذيب ، أن ينزل بكم عذاب مثل العذاب الذى نزل على الأمم الماضية التى تحزبت على أنبيائها ، وأعرضت عن دعوتهم ، فكانت عاقبتها خسرا . .
فالمراد بالأحزاب : تلك الأمم السابقة التى وقفت من أنبيائها موقف العداء والبغضاء . وكأن تلك الأمم من حزب ، والأنبياء من حزب آخر . .
والمراد باليوم هنا : الأحداث والوقائع والعقوبات التى حدثت فيه . فالكلام على حذف مضاف .
هذا إخبار من الله ، عز وجل ، عن هذا الرجل الصالح ، مؤمن آل فرعون : أنه حذر قومه بأس الله في الدنيا والآخرة فقال : { يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الأحْزَابِ } أي : الذين كذبوا رسل الله في قديم الدهر ، كقوم نوح وعاد وثمود ، والذين من بعدهم من الأمم المكذبة ، كيف حل بهم بأس الله ، وما رده عنهم راد ، ولا صده عنهم صاد .
{ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ } أي : إنما أهلكهم الله بذنوبهم ، وتكذيبهم رسله ، ومخالفتهم أمره . فأنفذ فيهم قدره .
القول في تأويل قوله تعالى : { وَقَالَ الّذِيَ آمَنَ يَقَوْمِ إِنّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ مّثْلَ يَوْمِ الأحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لّلْعِبَادِ } .
يقول تعالى ذكره : وقال المؤمن من آل فرعون لفرعون وملئه : يا قوم إني أخاف عليكم بقتلكم موسى إن قتلتموه مثل يوم الأحزاب الذين تحزّبوا على رسل الله نوح وهود وصالح ، فأهلكهم الله بتجرئهم عليه ، فيهلككم كما أهلكهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.