سورة   غافر
 
الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَقَالَ ٱلَّذِيٓ ءَامَنَ يَٰقَوۡمِ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُم مِّثۡلَ يَوۡمِ ٱلۡأَحۡزَابِ} (30)

واخْتَلَفَ الناسُ مِنَ المُرَادِ بقوله تعالى : { وَقَالَ الذي آمَنَ } ، فقالَ الجمهورُ : هو المُؤْمِنُ المَذْكُورُ ؛ قَصَّ اللَّهُ تعالى أقاويله إلى آخر الآيات ، وقالت فرقةٌ : بلْ كَلاَمُ ذلك المُؤْمِنِ قد تَمَّ ؛ وإنما أراد تعالى : { الذي آمَنَ } موسَى عليه السلام مُحْتَجِّينَ بقوَّةِ كَلاَمِهِ ، وذكْرِ عذابِ الآخرةِ وغير ذلك ؛ ولم يَكُنْ كَلاَمُ الأوَّلِ إلا بملاينةٍ لهم .

وقوله : { مِّثْلَ يَوْمِ الأحزاب } أي : مثلَ يَوْمٍ منْ أَيَّامِهِمْ ؛ لأنَّ عذابَهُمْ لم يكُنْ في عَصْرٍ واحِدٍ ، والمرادُ بالأحزابِ المُتَحَزِّبُونَ على الأنبياءِ .