التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِذَا رُجَّتِ ٱلۡأَرۡضُ رَجّٗا} (4)

والمراد بالرج فى قوله - تعالى - بعد ذلك : { إِذَا رُجَّتِ الأرض رَجّاً وَبُسَّتِ الجبال بَسّاً . . . } التحريك الشديد ، والاضطراب الواضح . يقال : رج فلان الشىء رجا ، إذا حركه بعنف وزلزلزه بقوة . . .

وقوله { وَبُسَّتِ } من البس بمعنى التفتيت والتكسر الدقيق ، ومنه قولهم : بس فلان السويق ، إذا فتته ولته وهيأه للأكل .

أى : إذا رجت الأرض وزلزت زلزالا شديدا ، وفتتت الجبال تفتيتا حتى صارت كالسويق الملتوت . . . . فكانت تلك الجبال كالهباء المنبث أى : المتفرق الذى يلوح من خلال شعاع الشمس إذا ما دخل من نافذة . .

إذا ما حدث كل ذلك ، وجد كل إنسان جزاءه من خير أو شر ، { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } فجواب الشرط ما ذكرته الآيات بعد ذلك من حسن عاقبة أصحاب الميمنة وسوء عاقبة أصحاب المشأمة .

ومن الآيات الكثيرة ، التى وردت فى معنى هذه الآيات قوله - تعالى - : { يَوْمَ تَرْجُفُ الأرض والجبال وَكَانَتِ الجبال كَثِيباً مَّهِيلاً }

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِذَا رُجَّتِ ٱلۡأَرۡضُ رَجّٗا} (4)

ثم يبتدئ الهول في كيان هذه الأرض . الأرض الثابتة المستقرة فيما يحس الناس . فإذا هي ترج رجا - وهي حقيقة تذكر في التعبير الذي يتسق في الحس مع وقع الواقعة

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِذَا رُجَّتِ ٱلۡأَرۡضُ رَجّٗا} (4)

إذا رجت الأرض رجا حركت تحريكا شديدا بحيث ينهدم ما فوقها من بناء وجبل والظرف متعلق ب خافضة أو بدل من إذا وقعت .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِذَا رُجَّتِ ٱلۡأَرۡضُ رَجّٗا} (4)

والعامل في قوله : { إذا رجت } ، { وقعت } ، لأن { إذا } هذه بدل من { إذا } الأولى ، وقد قالوا : إن { وقعت } هو العامل في الأولى ، وذلك لأن معنى الشرط فيها قوي ، فهي ك «من » و «ما » في الشرط ، يعمل فيها ما بعدها من الأفعال ، وقد قيل إن { إذا } مضافة إلى { وقعت } فلا يصح أن يعمل فيها ، وإنما العامل فيها فعل مقدر . ومعنى : { رجت } زلزلت وحركت بعنف ، قاله ابن عباس ، ومنه ارتج السهم في الغرض إذا اضطرب بعد وقوعه ، والرجة في الناس الأمر المحرك .