التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَٱتَّبِعۡ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَٱصۡبِرۡ حَتَّىٰ يَحۡكُمَ ٱللَّهُۚ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (109)

ثم أمره - سبحانه - باتباع ما أوحاه إليه فقال : { واتبع مَا يوحى إِلَيْكَ واصبر حتى يَحْكُمَ الله وَهُوَ خَيْرُ الحاكمين } .

أى : { واتبع } - أيها الرسول الكريم - في جميع شئونك { مَا يوحى إِلَيْكَ } من ربك من تشريعات حكيمة ، وآداب قويمة . .

{ واصبر } على مشاق الدعوة وتكاليفها . . .

{ حتى يَحْكُمَ الله } بينك وبين قومك ، { وَهُوَ خَيْرُ الحاكمين } . لنه هو العليم بالظواهر والبواطن ، وهو الذي لا معقب لحكمه .

ختام السورة:

وبعد : فهذه هي سورة يونس - عليه السلام - رأينا ونحن نفسرها كيف أقامت الأدلة على وحدانية الله - عز وجل - وعلى كمال قدرته ، وشمول علمه ، ونفاذ إرادته ، وسعة رحمته ، وسمو عزته . .

وكيف أنها أقامت الأدلة - أيضاً - على صدق الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما يبلغه عن ربه ، وعلى أن هذا القرآن من عنده - سبحانه .

وكيف أنها ساقت الأدلة على أن يوم القيامة حق ، وعلى أحوال الناس فيه ، مما يرقق القلوب القاسية ، ويبعث في النفوس الخشية وحسن الاستعداد لهذا اليوم الهائل الشديد ، وكيف أنها ساقت جانبا من أحوال بعض الأنبياء مع أممهم ، وقررت سنة من سنن الله التي لا تتخلف ، وهى نجاة رسل الله والمؤمنين بهم ، وجعل الرجس على الذين لا يعقلون .

وكيف أنها بينت أحوال الناس في السراء والضراء . . . بيانا صادقا قوياً مؤثراً ، من شأنه أن يحملهم على التحلى بالأخلاق الكريمة والتخلى عن الأخلاق الذميمة .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَٱتَّبِعۡ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَٱصۡبِرۡ حَتَّىٰ يَحۡكُمَ ٱللَّهُۚ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (109)

والختام خطاب إلى الرسول [ ص ] باتباع ما أمر به ، والصبر على ما يلقاه حتى يحكم الله بما قدره وقضاه :

( واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين ) . .

وهو الختام المناسب الذي يلتقي مع مطلع السورة ، ويتناسق مع محتوياتها بجملتها على طريقة القرآن في التصوير والتنسيق . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَٱتَّبِعۡ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَٱصۡبِرۡ حَتَّىٰ يَحۡكُمَ ٱللَّهُۚ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (109)

وقوله : { وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ } أي : تمسك بما أنزل الله عليك وأوحاه{[14454]} واصبر على مخالفة من خالفك من الناس ، { حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ } أي : يفتح بينك وبينهم ، { وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ } أي : خير الفاتحين بعدله{[14455]} وحكمته .


[14454]:- في ت ، أ : "وأوحاه إليك".
[14455]:- في ت ، أ : "لعدله".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱتَّبِعۡ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَٱصۡبِرۡ حَتَّىٰ يَحۡكُمَ ٱللَّهُۚ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (109)

وقوله { واتبع ما يوحى إليك } الآية معناه : اتبع ما رسمه لك شرعك وما أعلمك الله به من نصرته لك ، { واصبر } على شقاء الرسالة وما ينالك في الله من الأذى ، وقوله { حتى يحكم الله } وعد للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يغلبهم - كما وقع - تقتضيه قوة اللفظ ، وهذا الصبر منسوخ بالقتال ، وهذه السورة مكية وقد تقدم ذكر هذا في أولها{[6242]} .


[6242]:- روي أنه لما نزلت: {واصبر حتى يحكم الله} جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار فقال: {إنكم ستجدون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني).