السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱتَّبِعۡ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَٱصۡبِرۡ حَتَّىٰ يَحۡكُمَ ٱللَّهُۚ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (109)

قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : { واتبع } يا محمد { ما يوحى إليك } بالامتثال والتبليغ { واصبر } أي : على دعوتهم وتحمل أذيتهم { حتى يحكم الله } أي : بنصرك عليهم وإظهار دينك أو بالأمر بالقتال { وهو خير الحاكمين } إذ لا يمكن الخطأ في حكمه تعالى لاطلاعه على السرائر كاطلاعه على الظواهر ، فحكم بقتل المشركين والجزية على أهل الكتاب يعطونها عن يد وهم صاغرون . وأنشد بعضهم في الصبر :

سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري *** وأصبر حتى يحكم الله في أمري

سأصبر حتى يعلم الصبر أنني *** صبرت على شيء أمرُ من الجمر

وروي أنّ أبا قتادة تخلف عن تلقي معاوية حين قدم المدينة ، وقد تلقته الأنصار ، ثم دخل المدينة فقال له : ما لك لم تتلقنا ؟ قال : لم يكن عندنا دواب . قال : فأين النواضح ؟ قال : قطعناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر . وقد قال صلى الله عليه وسلم «يا معشر الأنصار إنكم ستلقون بعدي أثرة » . قال معاوية : فماذا قال ؟ قال : «فاصبروا حتى تلقوني » قال : فاصبر . قال : إذاً نصبر . فقال عبد الرحمن بن حسان :

ألا أبلغ معاوية بن حرب *** أمير الظالمين ثنا كلامي

بأنا صابرون فمنظروكم *** إلى يوم التغابن والخصام

ختام السورة:

وقول البيضاوي تبعاً للزمخشري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ سورة يونس أُعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق يونس وكذب به وبعدد من غرق مع فرعون » حديث موضوع .