الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَٱتَّبِعۡ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَٱصۡبِرۡ حَتَّىٰ يَحۡكُمَ ٱللَّهُۚ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (109)

{ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ } من نصرك وقهر أعدائك وإظهار دينه { وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ } .

قال الحسن : لما نزلت هذه الآية جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار وقد تجمع خيرتهم فقال : " إنكم ستجدون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني " قال أنس : فلم نصبر . فأمرهم بالصبر كما أمره الله به .

وقال عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب : لما قدم معاوية المدينة تلقّته الأنصار وتخلّف أبو قتادة ودخل عليه بعد فقال : مالك لا تلقنا ؟ قال : لم تكن عندنا دواب ، قال : فأين النواضح ؟ قال : ربطناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فاصبروا حتى تلقوني " ، قالوا : إذاً نصبر ، ففي ذلك قال عبد الرحمن بن حسان بن ثابت :

ألا أبلغ معاوية بن حرب *** أمير المؤمنين ثنا كلام

فإنّا صابرون ومنظروكم *** إلى يوم التغابنوالخصام