التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَلِسَانٗا وَشَفَتَيۡنِ} (9)

ثم ساق - سبحانه - بعد ذلك جانبا من مظاهر نعمه ، على هذا الإِنسان الجاهل والمغرور . فقال - تعالى - : { أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ . وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ . وَهَدَيْنَاهُ النجدين } .

والاستفهام هنا للتقرير ، لأن الله - تعالى - قد جعل له كل ذلك ، ولكنه لم يشكر الله - تعالى - على هذه النعم ، بل قابلها بالجحود والبطر . .

أى : لقد جعلنا لهذا الإِنسان عينين ، يبصر بهما ، وجعلنا له لسانا ينطق به ، وشفتين - وهما الجلدتان اللتان تستران الفم والأسنان - تساعدانه على النطق الواضح السليم .

واقتصر - سبحانه - على العينين ، لأنهما أنفع المشاعر ، ولأن المقصود إنكار ظنه أنه لم يره أحد ، ولأن الإِبصار حاصل بذاتهما .

وذكر - سبحانه - اللسام وذكر معه الشفتين ، للدلالة على أن النطق السليم ، لا يتأتى إلا بوجودهما معا ، فاللسان لا ينطق نطقا صحيحا بدون الشفتين ، وهما لا ينطقان بدونه .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلِسَانٗا وَشَفَتَيۡنِ} (9)

وأعطاه أداته المحكمة : ( ولسانا وشفتين ) . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَلِسَانٗا وَشَفَتَيۡنِ} (9)

{ وَلِسَانًا } أي : ينطق به ، فَيُعبر عما في ضميره ، { وَشَفَتَيْنِ }{[30084]} يستعين بهما على الكلام وأكل الطعام ، وجمالا لوجهه وفمه .

وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة أبي الربيع الدمشقي ، عن مكحول قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى : يا ابن آدم ، قد أنعمت عليك نعماً عظاما لا تحصى عددها ولا تطيق شكرها ، وإن مما أنعمت عليك أن جعلت لك عينين تنظر بهما ، وجعلت لهما غطاءً ، فانظر بعينيك إلى ما أحللت لك ، وإن رأيت ما حرمت عليك فأطبق عليهما غطاءهما . وجعلت لك لسانا ، وجعلت له غلافا ، فانطق بما أمرتك وأحللتُ لك ، فإن عَرَض لك ما حرمت عليك فأغلق عليك لسانك . وجعلت لك فرجا ، وجعلت لك سترا ، فأصب بفرجك ما أحللت لك ، فإن عَرَض لك ما حرمت عليك فَأرْخِ عليك سترك . يا ابن آدم ، إنك لا تحمل سخطي ، ولا تطيق انتقامي " {[30085]} .


[30084]:- (3) في م: (ولسانا وشفتين).
[30085]:- (4) تاريخ دمشق (19/46 "المخطوط" ).
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَلِسَانٗا وَشَفَتَيۡنِ} (9)

ولسانا يترجم به عن ضميره وشفتين يستر بهما فاه ويستعين بهما على النطق والأكل والشرب وغيرها .