الآيتان 8 و9 : وقوله تعالى : { ألم نجعل له عينين } { ولسانا وشفتين } فإن كان قوله : { أيحسب أن لن يقدر عليه أحد } على نفي القدرة على البعث . ففي ذكر العينين نفي تلك الشبهة ، وهو أن الله تعالى أنشأ له بصرا يرى بفتحة واحدة ما بين السماء والأرض . فمن بلغت قدرته هذا لا يعجزه شيء أو يخفى عليه أمر .
فقوله تعالى : { ألم نجعل له عينين } أي ألم نخلق له عينين يدرك بهما المحسوسات بالنظر ، وجعلنا لهما جفونا وأشعارا يدفع بهن القذى عن عينيه ، وبفضلهما يميل عن النظر إلى ما لا يعنيه .
وقوله تعالى : { ولسانا } أي خلقنا له لسانا يحضر به ما غاب ، واستتر .
وقوله تعالى : { وشفتين } ففي خلق الشفتين وجهان من الحكمة :
أحدهما : أنه جعلهما طبقتين يستران قبح ما في فمه ، ولولاهما لكان النظر إليه وقت مضغه الطعام أو شيئا من الأشياء استقذر ذلك منه .
[ الثاني : أنه ]{[23648]} جعلهما طبقين للسانه لئلا يمده ، ويستعمله في ما لا يعنيه .
فذكرهم عظم نعمه في خلق العينين واللسان والشفتين ليستأدي منهم الشكر ، وليعلموا أن الذي بلغت قدرته هذا ليس بالذي يعجزه شيء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.