التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ} (27)

وقوله : { لاَ يَسْبِقُونَهُ بالقول } أى : لا يتكلمون إلا بما يأمرهم به ، ولا يقولون شيئا بدون إذنه ، كما هو شأن العبيد الطائعين لسيدهم .

وأصل الكلام : لا يسبق قولهم قوله - عز وجل - إلا أنه - سبحانه - أنسد السبق إليهم ، تنزيلا لسبق قولهم لقوله ، منزلة سبقهم إياه ، للإشعار بمزيد طاعتهم وتنزيههم عن كل قول بغير إذنه - تعالى - .

وقوله : { وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } بيان لتبعيتهم له - تعالى - فى الأعمال إثر بيان تبعيتهم له - سبحانه - فى الأقوال .

أى : وهم بأمره وحده يعملون لا بأمر أحد سواه ، ولا بأمر أنفسهم ، كما قال - تعالى - فى آية أخرى : { ياأيها الذين آمَنُواْ قوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا الناس والحجارة عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ الله مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ} (27)

لا يقترحون عليه شيئا تأدبا و طاعة وإجلالا . إنما يعملون بأمره لا يناقشون .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ} (27)

وقوله : لا يَسْبِقُونَهُ بالقَوْلِ يقول جلّ ثناؤه : لا يتكلمون إلا بما يأمرهم به ربهم ، ولا يعملون عملاً إلا به .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : قال الله : لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ يُثْني عليهم » وَهُمْ بأمْرِهِ يَعْمَلُونَ .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ} (27)

السبْق ، حقيقته : التقدم في السير على سائر آخر . وقد شاع إطلاقه مجازاً على التقدم في كل عمل . ومنه السبق في القول ، أي التكلم قبل الغَير كما في هذه الآية . ونفيه هنا كناية عن عدم المساواة ، أي كناية عن التعظيم والتوقير . ونظيره في ذلك النهيُ عن التقدم في قوله تعالى : { يأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } [ الحجرات : 1 ] فإن التقدم في معنى السبق .

فقوله تعالى : { لا يسبقونه بالقول } معناه لا يصدر منهم قول قبل قوله ، أي لا يقولون إلاّ ما أذن لهم أن يقولون . وهذا عام يدخل فيه الردّ على زعم المشركين أن معبوداتهم تشفع لهم عند الله إذا أراد الله عقابهم على أعمالهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله كما سيصرح بنفيه .

وتقديم { بأمره } على { يعملون } لإفادة القصر ، أي لا يعملون عملاً إلا عن أمر الله تعالى فكما أنهم لا يقولون قولاً لم يأذن فيه كذلك لا يعملون عملاً إلا بأمره .