الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَىٰهَا} (5)

{ والسماء وما بناها } أي وبنائها

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَىٰهَا} (5)

قوله تعالى { والسماء وما بناها }

أي وبنيانها . فما مصدرية ، كما قال : " بما غفر لي ربي{[16092]} " [ يس : 27 ] أي بغفران ربي . قاله قتادة . واختاره المبرد . وقيل : المعنى ومن بناها . قاله الحسن ومجاهد . وهو اختيار الطبري . أي ومن خلقها ورفعها ، وهو الله تعالى . وحكي عن أهل الحجاز : سبحان ما سبحت له ، أي سبحان من سبحت له .


[16092]:آية 27 سورة يس.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَىٰهَا} (5)

{ والسماء وما بناها } قيل : إن " ما " في قوله : { وما بناها } و{ ما طحاها } و{ ما سواها } موصولة بمعنى " من " والمراد الله تعالى ، وقيل : إنها مصدرية كأنه قال والسماء وبنيانها ، وضعف الزمخشري ذلك بقوله : { فألهمها } فإن المراد الله باتفاق ، وهذا القول يؤدي إلى فساد النظم ، وضعف بعضهم كونها موصولة بتقديم ذكر المخلوقات على الخالق فإن قيل : لم عدل عن " من " إلى قوله : " ما " في قول من جعلها موصولة ؟ فالجواب : أنه فعل ذلك لإرادة الوصفية كأنه قال والقادر الذي بناها .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَىٰهَا} (5)

ولما ذكر الآيتين ومحل أثرهما ، ذكر محل الكل فقال تعالى : { والسماء } أي التي هي محل ذلك كله ومجلاه كما أن الأبدان محل النفوس ، والنفوس مركب العقول ، ولما رقى الأفكار من أعظم المحسوسات المماسة إلى ما هو دونه في الحس وفوقه في الاحتياج إلى إعمال فكر ، رقي إلى الباطن الأعلى المقصود بالذات وهو المبدع لذلك كله معبراً عنه بأداة ما لا يعقل ، مع الدلالة بنفس الإقسام ، على أن له العلم التام ، والإحاطة الكبرى بالحكمة البالغة ، تنبيهاً على أنهم وصفوه بالإشراك وإنكار الحشر بتلك المنزلة السفلى والمساواة بالجمادات التي عبدوها مع ما له من صفات الكمال التي ليس لغيره ما يداني شيئاً منها ، زجراً لهم بالإشارة والإيماء عن ذلك ومشيراً إلى شدة التعجيب منهم لكونها أداة التعجب فقال : { وما بناها * } أي هذا البناء المحكم الذي ركب فيه ما ذكره إشارة إلى ما وراءه مما يعجز الوصف .