الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَأَنجَيۡنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥٓ أَجۡمَعِينَ} (65)

عن عطاء بن السائب أن جبريل عليه السلام كان بين بني إسرائيل وبين آل فرعون ، فكان يقول لبني إسرائيل : ليلحق آخركم بأولكم . ويستقبل القبط فيقول : رويدكم يلحق آخركم . فلما انتهى موسى عليه السلام إلى البحر قال له مؤمن آل فرعون وكان بين يدي موسى : أين أمرت فهذا البحر أمامك وقد غشيك آل فرعون ؟ قال : أمرت بالبحر ولا يدري موسى ما يصنع ، فأوحى الله تعالى إليه : أن أضرب بعصاك البحر ، فضربه فصار فيه اثنا عشر طريقاً : لكل سبط طريق . وروي أنّ يوشع قال : يا كليم الله ، أين أمرت فقد غشينا فرعون والبحر أمامنا ؟ قال موسى : ههنا . فخاض يوشع الماء وضرب موسى بعصاه البحر فدخلوا . وروي أنّ موسى قال عند ذلك : يا من كان قبل كل شيء ، والمكوّن لكل شيء ، والكائن بعد كل شيء . ويقال : هذا البحر هو بحر القلزم . وقيل : هو بحر من وراء مصر ، يقال له : أساف .