روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{ثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ} (13)

وقوله تعالى : { ثُلَّةٌ مّنَ الاولين } خبر مبتدأ مقدر أي هم ثلة الخ ، وجوز كونه مبتدأ خبره محذوف أي منهم ، أو خبراً أولاً أو ثانياً لأولئك وجوز أبو البقاء كونه مبتدأ والخبر { على سُرُرٍ } [ الواقعة : 15 ] ، والثلة في المشهور الجماعة كثرت أو قلّت ، وقال الزمخشري : الأمة من الناس الكثيرة وأنشد قوله :

وجاءت إليهم ( ثلة ) خندفية *** ( بجيش كتيار من السيل مزبد

وقوله تعالى بعد : { وَقَلِيلٌ } [ الواقعة : 14 ] الخ كفى به دليلاً على الكثرة انتهى ، والظاهر أنه أنشد البيت شاهداً لمعنى الكثرة في الثلة فإن كانت الباء تجريدية وهو الظاهر فنص وإلا فالاستدلال عليها من أن المقام مقام مبالغة ومدح ، وأما استدلاله بما بعد فذلك لأن التقابل مطلوب لأن الثلة لم توضع للقليل بالإجماع حتى يحمل ما بعد على التفنن بل هي إما للكثرة والاشتقاق عليها أدل لأن الثل بمعنى الصب وبمعنى الهدم بالكلية ، والثلة بالكسر الضأن الكثيرة وإما لمطلق الجماعة كالفرقة والقطعة من الثل بمعنى الكسر كأنها جماعة كسرت من الناس وقطعت منهم إلا أن الاستعمال غلب على الكثير فيها فالمعنى جماعة كثيرة من الأولين وهم الناس المتقدمون من لدن آدم إلى نبينا عليهما الصلاة والسلام وعلى من بينهما من الأنبياء العظام .

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{ثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ} (13)

{ ثُلَّةٌ مِنْ الأَوَّلِينَ ( 13 ) وَقَلِيلٌ مِنْ الآخِرِينَ ( 14 ) عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ ( 15 ) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ ( 16 ) }

يدخلها جماعة كثيرة من صدر هذه الأمة ، وغيرهم من الأمم الأخرى ،

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ} (13)

قوله تعالى : { في جنات النعيم ثلة من الأولين } أي من الأمم الماضية من لدن آدم عليه السلام إلى زمان نبينا صلى الله عليه وسلم والثلة : جماعة غير محصورة العدد .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ} (13)

قوله تعالى : { ثلّة من الأولين 13 وقليل من الآخرين 14 على سرر موضونة 15 متكئين عليها متقابلين 16 يطوف عليهم ولدان مخلدون 17 بأكواب وأباريق وكأس من معين 18 لا يصدعون عنها ولا ينزفون 19 وفاكهة مما يتخيرون 20 ولحم طير مما يشتهون 21 وحور عين 22 كأمثال اللؤلؤ المكنون 23 جزاء بما كانوا يعملون 24 لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما 25 إلا قيلا سلاما سلاما } .

الثلة بمعنى الجماعة الكثيرة . فقد أخبر الله أن السابقين المقربين ثلة ، أي جماعة من الأولين ، وقليل من الآخرين : واختلف أهل التأويل في المراد بالأولين والآخرين وثمة قولان في ذلك : أحدهما : أن المراد بالأولين الأمم الماضية ، وبالآخرين هذه الأمة ، أي أن المقربين أولي الدرجات العالية في الجنة ، كثير منهم من الأولين وهم الأمم السالفة من لدن آدم إلى محمد عليهما الصلاة والسلام ، وقليل منهم من الآخرين أي من هذه الأمة . ونجد بعد التأمل أن في هذا القول نظرا ، لأن هذه الأمة خير الأمم فيبعد أن يكون المقربون في غيرها من الأمم السالفة أكثر منها .

القول الثاني : وهو الراجح . وخلاصته أن الثلة من الأولين ، من صدر هذه الأمة . وأن القليل من الآخرين ، من هذه الأمة أيضا . فالثلة من الأولين والقليل من الآخرين جميعهم من هذه الأمة . والله تعالى أعلم .