الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{ثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ} (13)

وقوله سبحانه : { ثُلَّةٌ مِّنَ الأولين * وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخرين } الثُّلَّةُ : الجماعة ، قال الحسن بن أبي الحسن وغيره : المراد : السابقون من الأمم والسابقون من هذه الأُمَّةِ ، ورُوِيَ أَنَّ الصحابة حَزِنُوا لِقِلَّةِ سابقي هذه الأُمَّةِ على هذا التأويل ، فنزلت الآية : { ثُلَّةٌ مِّنَ الأولين * وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخرين } فَرَضُوا ، ورُوِيَ عن عائشة أَنَّها تأوَّلَتْ : أَنَّ الفرقتين في أُمَّةِ كُلِّ نبيٍّ هي في الصدر ثلة وفي آخر الأمة قليل ، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم فيما روي عنه : «الفِرْقَتَانِ في أُمَّتِي ، فَسَابِقُ أَوَّلِ الأُمَّةِ ثُلَّةٌ ، وَسَابِقُ سَائِرِهَا إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قليلٌ » قال السهيليُّ : وَأَمَّا آخِرُ مَنْ يدخل الجنة ، وهو آخِرُ أهل النار خروجاً منها ، فرجل اسمه جُهَيْنَةُ ، فيقول أهل الجنة : تعالوا نسأَله فعند جهينةَ الخبر اليقين ، فيسألونه : هل بَقِيَ في النار أَحَدٌ بعدك مِمَّنْ يقول : لا إله إلا اللَّه ؟ وهذا حديث ذكره الدَّارَقُطْنِيُّ من طريق مالك بن أنس ، يرفعه بإسناد إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ذكره في كتاب رواة مالك بن أنس رحمه اللَّه ، انتهى .