قوله : { ثُلَّةٌ } : خبرُ مبتدأ مضمرٍ ، أي : هم . ويجوزُ أَنْ يكونَ مبتدأ خبرُه مضمرٌ ، أي : منهم ثُلَّةٌ ، أي : من السابقين يعني : أن التقسيمَ وقع في السابقين ، وأَنْ يكونَ مبتدأً خبرُه { فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ } أو قولُه " على سُرُر " فهذه أربعةُ أوجهٍ .
والثُّلَّة : الجماعةُ من الناس . وقَيَّدها الزمخشريُّ بالكثيرة وأنشد :
وجاءَتْ إليهم ثُلَّةٌ خِنْدِفِيَّةٌ *** بجيشٍ كتَيَّارٍ مِنْ البحرِ مُزْبِدِ
ولم يُقَيِّدْها غيرُه ، بل صَرَّح بأنها الجماعة قلَّت أو كَثُرَتْ . وقال الراغب : " الثُّلَّةُ قطعةٌ مجتمعةٌ من الصوف ، ولذلك قيل للغنم : ثَلَّة . قلت : يعني بفتح الثاء ، ومنه قولُه :
أَمْرَعَتِ الأرضُ لَوَ أنَّ مالا *** لَوْ أن نُوْقاً لك أو جِمالا
أو ثَلَّةً مِنْ غنم إمَّا لا ***
انتهى . ثم قال الراغب : " ولاعتبار الاجتماع قيل : " ثُلَّة من الأوَّلين ، وثُلَّة من الآخِرين " ، أي : جماعة وثَلَّلْتُ كذا : تناوَلْتُ ثُلَّةً منه . وثَلَّ عرشَه : أسقطَ ثُلَّة منه . والثَّلَلُ : قِصَرُ الأسنانِ لسُقوط ثُلَّةٍ منها . وأثَلَّ فَمُه سَقَطَتْ أسنانُه . وتَثَلَّلَتِ الرَّكِيَّةُ : تَهَدَّمَتْ " انتهى . فقد أطلق أنها الجماعة من غيرِ قَيْدٍ بقِلَّة ولا كثرةٍ ، والكثرةُ التي فهمها الزمخشريُّ قد تكونُ من السِّياق . و " مِنْ الأوَّلِين " صفةٌ لثُلَّة ، وكذلك " مِنْ الآخِرين " صفةٌ لقليل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.