الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{ثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ} (13)

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله : { ثلة } قال : أمة .

وأخرج أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة قال : لما نزلت { ثلة من الأوّلين وقليل من الآخرين } شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت { ثلة من الأولين وثلة من الآخرين } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ثلث أهل الجنة بل أنتم نصف أهل الجنة أو شطر أهل الجنة وتقاسمونهم الشطر الثاني » .

وأخرج ابن مردويه وابن عساكر من طريق عروة بن رويم عن جابر بن عبد الله قال : « لما نزلت { إذا وقعت الواقعة } ذكر فيها { ثلة من الأولين وقليل من الآخرين } قال عمر : يا رسول الله : { ثلة من الأوّلين وثلة من الآخرين } ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا عمر تعالى فاستمع ما قد أنزل الله { ثلة من الأوّلين وثلة من الآخرين } ألا وإن من آدم إليّ ثلة ، وأمتي ثلة ولن نستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة الإِبل ممن يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له » وأخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن عروة بن رويم مرسلاً .

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : لما نزلت { ثلة من الأوّلين وقليل من الآخرين } حزن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : إذاً لا يكون من أمة محمد إلا قليل ، فنزلت نصف النهار { ثلة من الأوّلين وثلة من الآخرين } وتقابلون الناس ، فنسخت الآية { وقليل من الآخرين } .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : { ثلة من الأوّلين } قال : ممن سبق { وقليل من الآخرين } قال : من هذه الأمة .