روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{وَيُحِقُّ ٱللَّهُ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (82)

{ وَيُحِقُّ الله الحق } أي يثبته ويقويه وهو عطف على قوله سبحانه : { سَيُبْطِلُهُ } [ يونس : 81 ] وإظهار الاسم الجليل في المقامين لإلقاء الروعة وتربية المهابة { بكلماته } أي بأوامره وقضاياه ، وعن الحسن أي بوعده النصر لمن جاء به وهو سبحانه لا يخلف ذلك ، وعن الجبائي أي بما ينزله مبيناً لمعاني الآيات التي أتى بها نبيه عليه السلام . وقرىء { بكلماته } وفسرت بالأمر واحد الأوامر حسبما فسرت الكلمات بالأوامر وأريد منها الجنس فيتطابق القراءتان ، وقيل : يحتمل أن يراد بها قول كن وأن يراد بها الأمر واحد الأمور ويراد بالكلمات الأمور والشؤون { وَلَوْ كَرِهَ المجرمون } ذلك ، والمراد بهم كل من اتصف بالإجرام من السحرة وغيرهما .