تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَيُحِقُّ ٱللَّهُ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (82)

وقوله تعالى : ( وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) ذكر أنه[ في الأصل وم : أن ] يحق الحق ، والحق حق ، وإن لم يحق الحق ، وذكر ذلك في الباطل ليبطل الباطل ، والباطل باطل ، وإن لم يبطل ، ولكن يحتمل قوله ( ليحق الحق ويبطل الباطل )[ الأنفال : 8 ] [ أي ليجعل الحق ][ من م ، ساقطة من الأصل ] في الابتداء حقا ، ويجعل الباطل في الابتداء باطلا ، فيكون باطلا بإبطاله الباطل[ أدرج بعدها في الأصل وم : يكون باطلا ] .

وبتحقيقه الحق يكون حقا ، ويقال[ في الأصل وم : وهو يقال ] : هداه ، فاهتدى ، وأضله ، فضل ؛ أي بهدايته اهتدى ، وبإضلاله ضل . فعلى ذلك بإبطاله الباطل بطل ، وبتحقيقه الحق حق ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ( بكلمته ) يحتمل[ أدرج قبلها في الأصل وم : يحتمل وجوها ] ( وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ) ما وعد موسى قومه من العذاب وما وعد من النعمة لهم كقوله : ( اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنْ الْعَالَمِينَ )[ المائدة : 20 ] .