روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (29)

{ وَيَقُولُونَ } أي لجهلهم حقيقة أو حكماً ولذا لم يعطف بالفاء وقيل يقولون أي من فرط تعنتهم وعدم العطف بالفاء لذلك .

وقيل الحامل فرط الجهل وعدم العطف بالفاء لظهور تفرعه على ما قبله ومثله يوكل إلى ذهن السامع ، وقيل إن ذاك لأن فرط الجهل غير الجهل وهو كما ترى ، وقيل لأن هذا حال بعض وعدم العلم في قوله تعالى : { لاَّ يَعْلَمُونَ } [ سبأ : 28 ] حال بعض آخر ، والذي يظهر لي أن القائلين بالفعل هم بعض المشركين المعاصرين له صلى الله عليه وسلم لا أكثر الناس مطلقاً وأن المراد بصيغة المضارع الاستمرار التجددي ، وقيل عبر بها استحضاراً للصورة الماضية لنوع غرابة والأصل وقالوا :

{ متى هذا الوعد } بطريق الاستهزاء يعنون المبشر به والمنذر عنه أو الموعود بقوله تعالى : { يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا } [ سبأ : 26 ] { إِن كُنتُمْ صادقين } مخاطبين رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به .