فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (29)

{ وَيَقُولُونَ متى هذا الوعد إِن كُنتُمْ صادقين } أي متى يكون هذا الوعد الذي تعدونا به ، وهو : قيام الساعة أخبرونا به إن كنتم صادقين . قالوا : هذا على طريقة الاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن معه من المؤمنين ، فأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يجيب عنهم ، فقال : { قُل لَّكُم مّيعَادُ يَوْمٍ } أي ميقات يوم وهو يوم البعث . وقيل : وقت حضور الموت . وقيل : أراد يوم بدر ؛ لأنه كان يوم عذابهم في الدنيا ، وعلى كل تقدير ، فهذه الإضافة للبيان ، ويجوز في ميعاد : أن يكون مصدراً مراداً به الوعد ، وأن يكون اسم زمان . قال أبو عبيدة : الوعد والوعيد والميعاد بمعنى . وقرأ ابن أبي عبلة بتنوين : { ميعاد } ورفعه ، ونصب { يوم } على أن يكون ميعاد مبتدأ ، ويوماً ظرف ، والخبر لكم . وقرأ عيسى بن عمر برفع { ميعاد } منوّناً ، ونصب { يوم } مضافاً إلى الجملة بعده . وأجاز النحويون { ميعاد يوم } برفعهما منوّنين على أن ميعاد مبتدأ ، ويوم بدل منه .

/خ33