السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (29)

ولما سلب عنهم العلم اتبعه دليله كقوله تعالى معبراً بصيغة المضارع الدال على ملازمة التكرير للإعلام بأنه على سبيل الاستهزاء لا الاسترشاد : { ويقولون } من فرط جهلهم بعاقبة ما يوعدونه { متى هذا الوعد } أي : البشارة والنذارة في يوم الجمع وغيره فسموه وعداً زيادة في الاستهزاء .

ولما كان قول الجماعة أجدر بالقبول وأبعد عن الرد من قول الواحد أشار إلى زيادة جهلهم بقوله تعالى : { إن كنتم } أي : أيها النبي وأتباعه { صادقين } أي : متمكنين في الصدق .