روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{فَأَمَّا مَن طَغَىٰ} (37)

وقوله تعالى : { فَأَمَّا مَن طغى } الخ جواب { إذا } على أنها شرطية لا ظرفية كما جوز على طريقة قوله تعالى : { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مّنّى هُدِىَ } [ البقرة : 38 ] الآية وقولك إذا جاءك بنو تميم فأما العاصي فأهنه وأما الطائع فأكرمه واختاره أبو حيان وقيل جوابها محذوف كأنه قيل فإذا جاءت وقع ما لا يدخل تحت الوصف وقوله سبحانه : { فَأَمَّا } الخ تفصيل لذلك المحذوف وفي جعله جواباً غموض وهو وجه وجيه بيد أنه لا غموض في ذاك بعد تحقق استقامة أن يقال فإذا جاءت فإن الطاغي الجحيم مأواه وغيره في الجنة مثواه وزيادة أما لم تفد إلا زيادة المبالغة وتحقيق الترتيب والثبوت على كل تقدير وقيل هو محذوف لدلالة ما قبل والتقدير ظهرت الأعمال ونشرت الصحف أو يتذكر الإنسان ما سعى أو لدلالة ما بعد والتقدير انقسم الراؤون قسمين وليس بذاك أي فأما من عتا وتمرد عن الطاعة وجاوز الحد في العصيان حتى كفر .