إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَأَمَّا مَن طَغَىٰ} (37)

وقولُه تعالَى : { فَأَمَّا مَن طغى } الخ ، جوابُ فإذَا جاءتْ على طريقةِ قولِه تعالَى : { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم منّي هُدًى } [ سورة البقرة ، الآية 38 ] الآيةَ ، وقيلَ : هُو تفصيلٌ للجوابِ المحذوفِ تقديرُه انقسمِ الراؤونَ قسمينِ فأمَّا من الخ ، والذي تستدعيهِ فخامةُ التنزيلِ ويقتضيه مقامُ التهويلِ أنَّ الجوابَ المحذوفَ كانَ من عظائمِ الشؤونِ ما لَم تُشاهِدْهُ العيونُ كما مرَّ في قولِه تعالى : { يَوْمَ يَجْمَعُ الله الرسل } [ سورة المائدة ، الآية 109 ] أي فأما من عَتا وتمردَ عن الطاعةِ وجاوزَ الحدَّ في العصيانِ .