التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَخَلَقَ ٱلۡجَآنَّ مِن مَّارِجٖ مِّن نَّارٖ} (15)

قوله : { وخلق الجان من مارج من نار } أي من لسان من نار ، أو هو من طرف لهبها . وقيل : من اللهب الصافي الذي لا دخان فيه ، فهو بذلك ذو طبيعة اقتضاها تكوينه من النار المتأججة التي تحرق كل ما تصيبه أو تأتي عليه . وكذا الجان غير المؤمن فإنه من نسل إبليس هذا المخلوق المنكود الشقي الذي لا يستقر ولا يسكن ولا يبرح حتى يغوي بني آدم إغواء فيضلهم عن سبيل الله إضلالا ، أما المؤمنون من الجن فهم كإخوانهم المؤمنين من الإنس ، فإنهم جميعا عابدون مخبتون لله مقرّون له بالإلهية والوحدانية .