الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَخَلَقَ ٱلۡجَآنَّ مِن مَّارِجٖ مِّن نَّارٖ} (15)

ثم قال { وخلق الجان من مارج من نار } [ 13 ] المارج ما اختلط بعضه{[66340]} ببعض من بين أصفر وأخضر وأحمر من قولهم : مرج أمر{[66341]} القوم : إذا اختلط{[66342]} .

وقال ابن عباس من أوسط النار وأحسنها ، وعنه خلقه من لهب النار من أحسن النار . وعنه من خالص النار{[66343]} ، وعنه من لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهبت{[66344]} .

وقال مجاهد : المارج اللهب الأصفر والأخضر الذي يعلو النار إذا أوقدت{[66345]} . / وذكر عنه ابن وهب أن المارج الحمرة التي تكون في طرف النار{[66346]} . ويروى أن الله جل ذكره خلق ناريين فمزج{[66347]} إحداهما بالأخرى ، فأكلت إحداهما الأخرى وهي نار السموم ، فخلق إبليس اللعين منها ، وكل هذا{[66348]} من أول السورة . نعم أنعم الله بها على خلقه ذكرها{[66349]} وعددها فلذلك{[66350]} قال بعد ذلك . { فبأي آلاء ربكما تكذبان } أي : فبأي نعم ربك تكذب الأنس والجن ، فالضمير في { تكذبان } في جميع السورة يعود على الأنس والجن الذين مضى ذكرهما في قوله { خلق الإنسان } { وخلق الجان } لكنه تقدم فيه ضميرهما قبل ذكرهما{[66351]} في الأول خاصة لأن المعنى مفهوم .


[66340]:ع: "بعضها".
[66341]:ع: "أي أمر".
[66342]:انظر: جامع البيان 27/74، وزاد المسير 8/110.
[66343]:انظر: الدر المنثور 7/694.
[66344]:انظر: جامع البيان 27/74، وتفسير القرطبي 17/161، وتفسير الغريب 437.
[66345]:انظر: تفسير مجاهد 637، وجامع البيان 27/74، وتفسير القرطبي 17/161 والدر المنثور 7/694.
[66346]:انظر: البحر المحيط 8/190.
[66347]:ع: "فوج" وهو تحريف.
[66348]:ع: "هذه".
[66349]:ع: "جل ذكرهما".
[66350]:ح: فكذلك " وهو تحريف.
[66351]:ع: "جل ذكرهما".