التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَإِن تَوَلَّوۡاْ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَوۡلَىٰكُمۡۚ نِعۡمَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَنِعۡمَ ٱلنَّصِيرُ} (40)

قوله : { وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير } ذلك تهديد من الله للكافرين ، أنهم إن أعرضوا عن دين الله وظلوا سادرين في غيهم وعدوانهم فاعلموا أيها المؤمنون أن الله سيجعل الغالبة لكم ؛ فهو سبحانه { مولاكم } أي ناصركم ، وهو سبحانه { نعم المولى ونعم النصير } لله جل وعلا خير معين ونصير لعباده المؤمنين الصابرين . وما على المؤمنين المخلصين بعد ذلك إلا أن يثقوا كامل الثقة بالله ، وأن يركنوا تمام الركون إلى جنابه العظيم بعد أن يأخذوا بالحيطة وأوفي الأسباب . سواء في ذلك الأسباب المادية أو المعنوية . وبعد ذلك فإن الله محقق لهم الغلبة والنصر{[1664]} .


[1664]:البحر المحيط جـ 4 ص 494، 495 والتبيان للطوسي جـ 5 ص 121 وتفسير البغوي جـ 2 ص 248.