اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِن تَوَلَّوۡاْ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَوۡلَىٰكُمۡۚ نِعۡمَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَنِعۡمَ ٱلنَّصِيرُ} (40)

قرأ الحسنُ{[17339]} ويعقوبُ وسليمانُ بن سلام : " بما تَعْمَلُون " بتاء الخطابِ ؛ " وإن تولَّوْا " أي : عن التوبة والإيمان ، { فاعلموا أَنَّ الله مَوْلاَكُمْ } أي : وليكم وهو يحفظكم ، ويدفع البلاء " عَنْكُم " .

وفي " مَولاكُمُ " وجهان :

أظهرهما : أنَّ " مَولاكُم " هو الخبر ، و " نِعْمَ المَوْلَى " جملةٌ مستقلةٌ سيقت للمدح .

والثاني : أن يكون بدلاً من " اللَّه " والجملةُ المدحيَّةُ خبر ل " أنَّ " والمخصوصُ بالمدح محذوف ، أي : نِعْمَ المولى اللَّهُ ، أو ربُّكُم . وكلُّ ما كان من حماية هذا المولى ، ومن كان في حفظه ، كان آمناً من الآفات مصوناً عن المخوفات .


[17339]:ينظر: الكشاف 2/220، المحرر الوجيز 2/528، البحر المحيط 4/489، الدر المصون 3/419.