التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور  
{وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلَّا ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (99)

قولهم : { وما أضلنا إلا المجرمون } خطاب بعض العامة لبعض . وعنَوا بالمجرمين أيمة الكفر الذين ابتدعوا لهم الشرك واختلقوا لهم ديناً .

والمناسب أن يكون التعريف في { المجرمون } مستعملاً في كَمال الإجرام فإن من معاني اللام أن تدل على معنى الكمال .

ورتبوا بالفاء انتفاء الشافعين على جملة : { وما أضلنا إلا المجرمون } حيث أطمعوهم بشفاعة الأصنام لهم عند الله مثل المشركين من العرب { ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله } [ يونس : 18 ] فتبيّن لهم أن لا شفاعة لها ، وهذا الخبر مستعمل في التحسر والتوجع .