التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور  
{أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَدِينُونَ} (53)

وجملة { أإِذَا مِتْنَا } بيان لجملة { أإِنَّكَ لمن المُصَدقين } بينت الإِنكار المجمل بإنكار مفصل وهو إنكار أن يبعث الناس بعد تفرق أجزائهم وتحوُّلها تراباً بعد الموت ثم يجازَوا .

وجملة { إنَّا لمَدِينُون } جواب { إذا } . وقرنت بحرف التوكيد للوجه الذي علمته في قوله : { أإِنَّكَ لمِنَ المُصَدقين .

والمدين : المجازَى يقال : دانه يدينه ، إذا جازاه ، والأكثر استعماله في الجزاء على السوء ، والدين : الجزاء كما في سورة الفاتحة . وقيل هنا أإِنا لمَدِينون } وفي أول السورة { إنَّا لمَبْعُوثون } [ الصافات : 16 ] لاختلاف القائلين .

وقرأ الجميع { أإنك } بهمزتين . وقرأ من عدا ابن عامر { أإذَا مِتْنَا } بهمزتين وابن عامر بهمزة واحدة وهي همزة { إذا } اكتفاء بهمزة { أإنا لمدينون } في قراءته . وقرأ نافع { إِنَّا لَمَدِينُونَ } بهمزة واحدة اكتفاء بالاستفهام الداخل على شرطها . وقرأه الباقون بهمزتين .

وجملة { قالَ هل أنتُم مُطَّلِعون } بدل اشتمال من جملة { قالَ قَائِلٌ منهم } لأن قوله : { هل أنتم مطلعون } المحكي بها هو مما اشتمل عليه قوله الأول إذ هو تكملة للقول الأول .