التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور  
{إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} (22)

مضمون هذه الجملة قسيم لمضمون جملة : { إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون } [ المطففين : 15 ] إلى آخرها . ولذلك جاءت على نسيج نظم قسيمتها افتتاحاً وتوصيفاً وفصلاً ، وهي مبيِّنة لجملة : { إن كتاب الأبرار لفي عليين } [ المطففين : 18 ] فموقعها موقع البيان أو موقع بدل الاشتمال على كلا الوجهين في موقع التي قبلها على أنه يجوز أن تكون من الكلام الذي يقال لهم ، وهو المحكي بقوله : { ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون } [ المطففين : 17 ] فيكون قولُ ذلك لهم ، تحسيراً وتنديماً على تفريطهم في الإِيمان .

وأحد الوجهين لا يناكد الوجه الآخر فيما قُرر للجملة من الخصوصيات .

وذُكر الأبرار بالاسم الظاهر دون ضميرهم . خلافاً لما جاء في جملة : { إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون } [ المطففين : 15 ] تنويهاً بوصف الأبرار .