المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{مُدۡهَآمَّتَانِ} (64)

و : { مدهامتان } معناه قد علا لونهما دهمة وسواد في النضرة والخضرة ، كذا فسره ابن الزبير على المنبر ، ومنه قوله تعالى : { الذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى }{[10852]} [ الأعلى : 5 ] .


[10852]:الآيتان(4، 5) من سورة (الأعلى).
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{مُدۡهَآمَّتَانِ} (64)

و{ مدهامتان } وصف مشتق من الدُّهمة بضم الدال وهي لون السواد . ووصف الجنتين بالسواد مبالغة في شدة خضرة أشجارهما حتى تكونا بالتفاف أشجارها وقوة خضرتها كالسوداوين لأن الشجر إذا كان ريّان اشتدت خضرة أوراقه حتى تقرب من السواد ، وقد أخذ هذا المعنى أبو تمام وركَّب عليه فقال :

يا صاحبيَّ تقصَّيَا نَظَريكُما *** تَريا وجوهَ الأرض كيف تَصوَّر

تريا نهاراً مشمِساً قد شابَهُ *** زَهْــرُ الرُّبى فكأنما هو مقمر