الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{مُدۡهَآمَّتَانِ} (64)

قوله تعالى : " مدهامتان " أي خضراوان من الري ، قاله ابن عباس وغيره . وقال مجاهد : مسودتان . والدهمة في اللغة السواد ، يقال : فرس أدهم وبعير أدهم وناقة دهماء أي اشتدت زرقته حتى البياض الذي فيه ، فإن زاد على ذلك حتى اشتد السواد فهو جون . وادهم الفرس ادهماما أي صار أدهم . وادهام الشيء ادهيماما أي اسواد ، قال الله تعالى : " مدهامتان " أي سوداوان من شدة الخضرة من الري ، والعرب تقول لكل أخضر أسود . وقال لبيد يرثي قتلى هوازن :

وجاؤوا{[14591]} به في هَوْدَجٍ ووراءه *** كتائبُ خُضْرٍ في نسيج السَّنَوَّرِ

السنور لبوس من قِدٍّ كالدرع . وسميت قرى العراق سوادا لكثرة خضرتها . ويقال لليل المظلم : أخضر ويقال : أباد الله خضراءهم أي سوادهم .


[14591]:وجاءوا به: يعني قتادة بن مسلمة الحنفي.