المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ} (5)

وقوله { والذين هم لفروجهم حافظون } صفة العفة{[8455]} .


[8455]:قال ابن العربي: "من غريب القرآن أن هذه الآيات العشر عامة في الرجال والنساء، كسائر ألفاظ القرآن التي هي محتملة لهم فإنها فيهم، إلا قوله: {والذين هم لفروجهم حافظون} فإنما خاطب بها = الرجال خاصة دون الزوجات، بدليل قوله: {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم}، وإنما عرف حفظ المرأة فرجها من أدلة أخرى كآيات الإحصان عموما وخصوصا، وغير ذلك من الأدلة". وعلى هذا فإنه يحل للمرأة أن تتسرر بغلامها المملوك لها بإجماع من العلماء؛ لأنها غير داخلة في الآية. وقد حدث ذلك في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأراد يرجم المرأة لولا أنها قررت له أنها فهمت الآية على أنها عامة في الرجال والنساء، ندرأ الحد عنها لأنها تأولت الآية، وعاقبها بأنه يحلها لحر بعده أبدا.