المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (139)

وهذا { يونس } بن متى صلى الله عليه وسلم ، وهو من بني إسرائيل ، وروي أنه تنبأ ابن ثمانية وعشرين سنة فتفسخ تحت أعباء النبوءة كما يتفسخ الربع تحت الحمل ، وقد تقدم شرح قصته ولكن نذكر منها ما تفهم به هذه الألفاظ ، فروي أن الله بعثه إلى قومه فدعاهم مرة فخالفوه فوعدهم بالعذاب ، وأعلمه الله تعالى بيومه فحدده يونس لهم ، ثم إن قومه لما رأوا مخايل العذاب قبل أن يباشرهم تابوا وآمنوا فتاب الله عليهم وصرف العذاب عنهم ، وكان في هذا تجربة ليونس فلحقت يونس غضبة .