معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَيَحۡسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِۦ مِن مَّالٖ وَبَنِينَ} (55)

قوله تعالى : { أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين } ما نعطيهم ونجعله مدداً لهم من المال والبنين في الدنيا .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{أَيَحۡسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِۦ مِن مَّالٖ وَبَنِينَ} (55)

الأشبه أن تكون هذه الجملة بدل اشتمال من جملة { فَذرهم في غمرتهم حتى حين } [ المؤمنون : 54 ] باعتبار أن جملة { فذرهم } تشتمل على معنى عدم الاكتراث بما هم فيه من الأحوال التي ألْهَتهم عن النظر في دعوة الإسلام وغرتهم بأنهم بمحل الكرامة على الله بما خولهم من العزة و الترف ، وما تشتمل عليه من التوعد بأن ذلك له نهاية ينتهون إليها وأن الله أعطاهم ما هم فيه زمن النعمة استدراجاً لهم . وهذا كقوله تعالى { وذَرْني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلاً } [ المزمل : 11 ] وقوله : { لا يَغُرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل } [ آل عمران : 196 ، 197 ] .

والاستفهام في { أيحسبون } إنكاري وتوبيخ على هذا الحسبان سواء كان هذا الحسبان حاصلاً لجميع المشركين أم غير حاصل لبعض ، لأن حالهم حال من هو مظنة هذا الحسبان فينكر عليه هذا الحسبان لإزالته من نفسه أو لدفع حصوله فيها .

و { أنما } هنا كلمتان ( أن ) المؤكدة ( وما ) الموصولة وكتبتا في المصحف متصلتين كما تكتب ( إنما ) المكسورة التي هي أداة حصر لأن الرسم القديم لم يكن منضبطاً كل الضبط وحقها أن تكتب مفصولة .

والإمداد : إعطاء المدد وهو العطاء . و { من مال وبنين } بيان ل ( ما ) الموصولة .