ثم قال تعالى : { أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات }[ 55-56 ] .
أي : أيحسب{[47498]} هؤلاء الأحزاب الذين تفرقوا في دينهم زبرا الذي نعطيهم في عاجل الدنيا من مال وبنين ( فسارع لهم ) أي نسابق لهم في خيرات الآخرة ونبادر فيها ثم أكذبهم فيما يحسبون ، فقال : { بل لا يشعرون } أي : بل لا يعلمون أن إمدادنا إياهم ما نمدهم به من ذلك إنما هو إملاء واستدراج لهم .
وقوله : { في الخيرات } معه إضمار ، أي : نسارع لهم به في الخيرات ، قاله الزجاج{[47499]} .
وقال هشام{[47500]} : تقديره : نسارع لهم فيه ، ثم أظهر فقال : ( في الخيرات ) كما قال : ولا أدى الموت سبق الموت بشيء . وإنما احتيج إلى هذا التقدير لأن الخبر لا بد أن يكون فيه ضمير يعود على اسم ( أن ) .
وقرأ عبد الرحمن بن أبي بكرة{[47501]} : ( يسارع ) بالياء رده على الإمداد ، فلا يحتاج هذا إلى ضمير محذوف ، لأن ما والفعل مصدره ففي ( يسارع ) ضمير اسم أن ، وهو ضمير المصدر .
ومذهب الكسائي أن ( إنما ) حرف واحد ، فلا يحتاج الكلام إلى شيء ، من الإضمار والحذف ، ويقف على مذهبه على ( بنين ) ولا يقف عليه على مذهب غيره .
وتقدير الآية أيحسبون الذين{[47502]} نمدهم به من مال وبنين في الدنيا نسارع لهم به في الخيرات ، أي : نجعله لهم ثوابا ، فليس الأمر كذلك ، إنما هو استدراج ومحنة لهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.