اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَيَحۡسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِۦ مِن مَّالٖ وَبَنِينَ} (55)

ولمّا كان القوم في نعم عظيمة في الدنيا جاز أن يظنوا أنّ تلك النعم كالثواب المعجل لهم إلى أديانهم ، فبيّن سبحانه أنّ الأمر بخلاف ذلك فقال : { أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ }{[33003]} أي : أن ما نعطيهم ونجعله مدداً لهم من المال والبنين في الدنيا ل { نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الخيرات } أي : نعجل لهم في الخيرات ، ونقدّمها ثواباً بأعمالهم لمرضاتنا عنهم { بَل لاَّ يَشْعُرُونَ } أنّ ذلك استدراج لهم {[33004]} .

قوله : «أَنَّما نُمِدُّهُمْ » في «مَا » ثلاثة أوجه :

أحدها : أنها بمعنى الذي ، وهي اسم ( أنَّ ) و ( نُمِدُّهُمْ بِهِ ) صلتها وعائدها محذوف ، و( مِنْ مَالٍ ) حال من الموصول أو بيان له ، فيتعلق بمحذوف .


[33003]:انظر الفخر الرازي 23/106.
[33004]:انظر البغوي 6/25.