تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمۡ لَا يُشۡرِكُونَ} (59)

أي : لا يعبدون معه غيره ، بل يوحدونه ويعلمون أنه لا إله إلا الله أحدًا صمدًا ، لم يتخذ صاحبة ولا ولدًا ، وأنه لا نظير له ولا كفء له .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمۡ لَا يُشۡرِكُونَ} (59)

القول في تأويل قوله تعالى : { إِنّ الّذِينَ هُم مّنْ خَشْيةِ رَبّهِمْ مّشْفِقُونَ * وَالّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالّذِينَ هُم بِرَبّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ } .

يعني تعالى ذكره : إنّ الّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبّهِمْ مُشْفِقُونَ إن الذين هم من خشيتهم وخوفهم من عذاب الله مشفقون ، فهم من خشيتهم من ذلك دائبون في طاعته جادّون في طلب مرضاته . وَالّذِينَ هُمْ بآياتِ رَبّهِمْ يُؤْمِنُونَ يقول : والذين هم بآيات كتابه وحججه مصدّقون . الذين هُمْ بِرَبّهِمْ لا يُشْرِكُونَ يقول : والذين يُخلصون لربهم عبادتهم ، فلا يجعلون له فيها لغيره شركا لوثَن ولا لصنم ، ولا يُراءون بها أحدا من خلقه ، ولكنهم يجعلون أعمالهم لوجهه خالصا ، وإياه يقصدون بالطاعة والعبادة دون كل شيء سواه .