الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمۡ لَا يُشۡرِكُونَ} (59)

ثمَّ بيّن المسارعين الى الخيرات فقال عزَّ من قائل { إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ } يعطون ما أعطوا من الزكوات والصدقات ، هذه قراءة أهل الامصار وبه رسوم مصاحفهم .

أخبرنا عبد الخالق بن علي قال : أخبرنا إسماعيل بن نجية قال : حدّثنا محمد بن عمار بن عطية قال : حدَّثنا أحمد بن يزيد الحلواني قال : حدّثنا خلاد عن إبراهيم بن الزبرقان عن محمد ابن حمّاد عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها " أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ { والذين يأتون ما آتوا من المجيء } " .

وأخبرنا الحاكم أبو منصور حمد بن أحمد البورجاني قال : حدَّثنا علي بن أحمد بن موسى الفارسي قال : حدّثنا محمد بن الفضيل قال : حدّثنا أبو أُسامة قال : حدّثني ملك بن مغول قال : سمعت عبد الرَّحْمن بن سعيد الهمداني ذكر " أنّ عائشة رضي الله عنها قالت : يا رسول الله : { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءَاتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } أهو الذي يزني ويشرب الخمر وهو على ذلك يخاف الله ؟ قال : " لا يا ابنة الصدّيق ولكن هو الذي يصوم ويصلي ويتصدق وهو على ذلك يخاف الله سبحانه " " .